إنّ الأخلاق سلوك وصفة ترسخ في النّفس، وتصدر بتلقائيّة؛ أي أنّها ليست أمراً يكون الإنسان مُلزَماً به أو مجبوراً أو مجبولاً عليه، وحتّى يكون الإنسان حَسَن الخلق مع الآخرين، فلا بُدّ له من بعض الأفعال والتصرّفات التي تُمكّنه منها، وفيما يأتي بيان ذلك: الإيمان الصادق والعميق بالله تعالى؛ لأنّ في الإيمان تزكيةً للنفس، وتقويماً وتهذيباً لسلوكها. مُصاحبة النّاس المشهود لهم بحُسن الخُلق ومُخالطتهم؛ لأنّ للصُّحبة أثراً في سلوك الإنسان، وفي هذا المعنى قال الشاعر: عن المرءِ لا تسَلْ وسَلْ عن قرينِهِ فكُلُّ قرينٍ بالمُقارَن يَقتدي المطالعة والاستماع لقصص وأخبار السّابقين من السَّلف الصّالح، والعلماء الذين عُرِفوا واشتُهِروا بأخلاقهم الحَسَنة وفضائل الصفات، والاقتداء بهم. مُجاهدة النّفس وتدريبها؛ حتى تعتاد على الأخلاق الحَسنة، فتكون صفةً راسخةً فيها، يطبِّقها الإنسان في كلّ المواقف، فالأخلاق تحصل بتدريب النفس عليها، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ). مُحاسَبة النّفس؛ فالإنسان يُراجع نفسه في تعامله مع الآخرين؛ فيما يصدر منه من حُسن الأفعال أو قبيحها، فيحاسبها على الأخلاق السيئة والذّميمة، وبمحاسبة النّفس ستتأدب على إحسان الخُلُق في تعاملها مع الناس. التفكّر والنّظر في الثّواب الذي أعدّه الله -تعالى- لحُسن الخُلق، وما يترتب عليه من أمورٍ طيّبةٍ، وما يترتّب في المقابل من عواقب سيئةٍ ونتائج وخيمةٍ على سوء الخُلق، والتخلّي عن فضائل الأخلاق في التعامل مع الناس.